اﻟﺘﻘﻰ اﻟﺴﺮور واﻟﺤﺰن، ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ ﻳﺎم ﻧﻮار، ﺠﺎﻧﺐ ﺣﺪى اﻟﺒﺤﻴﺮات، ﻓﺘﺒﺎدﻻ اﻟﺘﺤﻴّﺔ، وﺟﻠﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ، ﻳﺘﻄﺎرﺣﺎن اﻷﺣﺎدﻳﺚ.
ﺗﺤﺪث اﻟﺴﺮور ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺬي ﻳﻐﻤﺮ اﻷرض، وﻋﻦ اﻟﺮوﻋﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺔ، وﻴﻦ اﻟﻬﻀﺎب، واﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﺠﺮ واﻷﺻﻴﻞ.
وﺗﻜﻠّﻢ اﻟﺤﺰن، وواﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺴﺮور، ﻷنّ اﻟﺤﺰن ﻛﺎن ﻳﺪرك ﺳﺤﺮ اﻟﺴﺎﻋﺔ واﻟﺠﻤﺎل اﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ. واﻟﺤﺰن ﻠﻴﻎ ﺣﻴﻦ ﻳﺨﻮض ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺖ ﻧﻮار وﺳﻂ اﻟﺤﻘﻮل وﻓﻮق اﻟﻬﻀﺎب.
وﺗﺤﺪث اﻟﺤﺰن واﻟﺴﺮور ﻃﻮﻳﻼ، وﻛﺎن اﻟﻮﻓﺎق ﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﺣﻮل ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء، اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﺎﻧﻬﺎ.
ﺛﻢ ﻣﺮ ﻬﻤﺎ ﺻﻴﺎدّان ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻴﺮة. وﻓﻴﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮان إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺎء، ﻗﺎل ﺣﺪﻫﻤﺎ: "ﻧﻲ ﻷﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻋﺴﻰ ﻫﺬان اﻟﺸﺨﺼﺎن أن ﻳﻜﻮﻧﺎ ؟" وﻗﺎل اﻵﺧﺮ: " ﻗﻠﺖ: ﺛﻨﺎن ؟ ﻧﺎ ﻻ أرى إﻻ وﺣﺪا".
ﻗﺎل اﻟﺼﻴﺎد اﻷول: " وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺛﻨﺎن ". ورّد اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ: "ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك إﻻ ﺷﺨﺺ وﺣﺪ ﺳﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺒﻴّﻨﻪ، وﻧﻌﻜﺎس ﺻﻮرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻴﺮة وﺣﺪ ﻳﻀﺎ".
ﻗﺎل اﻟﺼﻴﺎد اﻷول: " ﻻ ! ﻫﻨﺎك ﺛﻨﺎن. وﻧﻌﻜﺎس اﻟﺼﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﻬﺎدئ، ﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻳﻀﺎ ".
وﻟﻜﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺎل ﺛﺎﻧﻴﺔ: " أرى وﺣﺪا ﻤﻔﺮده ". وﻗﺎل اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﻀﺎ: " وﻟﻜﻨﻲ أرى ﺛﻨﻴﻦ ﺑﻮﺿﻮح".
وﻻ ﻳﺰال ﺣﺪ اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ ﻳﻘﻮل ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم إن اﻵﺧﺮ رأى ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎ، ﻴﻨﻤﺎ اﻵﺧﺮ ﻳﻘﻮل: "ﺻﺪﻳﻘﻲ أﻋﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮﻣﺎ ".
No comments:
Post a Comment